عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

اسماء عبدالعزيز تكتب.. سلب الطفوله بدافع العموله

الكاتبة الصحفية-
الكاتبة الصحفية- اسماء عبدالعزيز

أصبح المجتمع لا يخلو من المشكلات ولكن هناك مشكلات من الممكن أن نتغاطي عنها ومشكلات أخري لايجب علينا أن نهملها بل تحتاج لإعطاء وقت وجهد لسرعة البحث عن حل لها ومثل هذه المشكلات "عمالة الأطفال". فإن عمالة الأطفال مشهد إعتدادنا أن نراه كل يوم ولكنه مشهد مؤلم ومستفز حقا، فمن أعطي لنفسه الحق في سلب برائة و طفولة هؤلاء الأطفال ؟، فهي لن تكن مجرد مشكله بل قضيه والمتهمين بها يجب ان لا ننظر لهم بعين الرأفه ولا تأخذنا بهم شفقه ولا رحمه مهما كانت الظروف والأسباب بل لابد من البت فيها والحكم علي مرتكبيها دون تأجيل ووضع عقوبات رادعه لكل من يشارك في هذا الجرم.
فهذه القضيه تعتبر قضية سرقة مع سبق الإصرار والدافع وراء تلك القضيه هو العموله التي يحصلون عليها هؤلاء الأطفال عندما يقوموا بعمل او تقديم خدمه ما، وهي من أخطر القضايا والأفات التي تهدد المجتمع ، فالسرقه لم تقع فقط علي الأشياء الماديه، بل هنا تقع علي الأشياء المعنويه أيضا، فمن يجعل طفل في هذه المرحله العمريه يخرج للقيام بأعمال شاقه ومجهود لا يقدر عليه فهو سارق لأنه يسلب من هذا الطفل مرحله من أجمل مراحل العمر التي يمر بها بالإضافه الي تاثيرهذا من الناحيه الصحيه والنفسيه له وهذا يحدث دون إرادته، وليس هذا فقط بل ويسرق كرامته عندما يهان من صاحب العمل أو من أي شخص يقدم له خدمه بأي شكل ما سواء بالضرب او بالالفاظ البذيئه وهذا يعود بالسلب عليه، و يسرق بل ويقتل برائته وعفويته لأنه عندما يخرج للشارع فيتطبع بسلوكيات البيئه المحيطه به فقد يتعلم الكثير من السلوكيات الخاطئه مثل الكذب والسرقه و شرب السجائر و قد تصل لأفعال إجراميه، وأري من وجهة نظري أن الجاني الأول والأخير في هذه القضيه هم الأباء الذين جلبوهم للحياه دون التفكير في مستقبلهم فهم لا يستطيعون ان يسعدوا أطفالهم ويحرمونهم من حقوقهم وتمتعهم بحياه كريمه .
تلجأ العديد من الأسر للبحث عن عمل لأطفالهم، والمستفز في الموضوع أن في أغلب الأحيان نجد الأباء جالسون في منازلهم ويخرجون أطفالهم للعمل، فليس بمجرد أنكم أباء لهؤلاء الأطفال هذا يعطي لكم الحق في أن تفعلوا بهم ما تشاءون، فهم ليسوا من قطع الأساس التي تمتلكوها وتتصرفون بها وقت ما تريدوا، فهم أطفالا أبرياء لا يدركون ولا يعرفون أي شئ عن الحياه غير اللعب والمرح والسعاده ، وأنتم تستعجلون لدخولهم في معترك الحياه وتتسببوا في أن يعيشون عمر أكبر من عمرهم والتبكير بأنهم يتحملون مسئوليه في هذا العمر فأنتم تحملونهم فوق طاقتهم . فهؤلاء الاطفال هم وحدهم من يدفعون الثمن من قهر و أسي عندما يرون أطفالا مثلهم في نفس عمرهم يركدون ويلعبون ويمرحون وهم يعملون بأشغال صعبه ويعيشون حياه مليئه بالقسوه والمشقه والتعب و الألام والأوجاع .
واخيرا فإن الأطفال مسئوليه ويجب أن ندرك جيدا حجمها، فإذا كنا غير مدركين وواعيين بها فسوف تتفاقم المشكله وستتفرع للعديد من المشكلات ولا نستطيع حصرها والإمساك بها وقد يزداد الأمر سوءا، فالأباء هم المسؤلين علي توفير كل شئ لأطفالهم وعليهم السعي والتعب لأجلهم وتوفير كل مايلزمهم وليس العكس، فاذا كنتم غير مؤهلين وقادرين علي ذلك فلا داعي أن تاتوا بهم للحياه وتجعلوهم يدفعون الثمن.
تابع موقع تحيا مصر علي