عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

اقتراح بتخصيص مساجد «للنساء فقط»

اقتراح بتخصيص مساجد
اقتراح بتخصيص مساجد «للنساء فقط»

لم يمنعها الازدحام الشديد من التكدس وسط السيدات والأطفال، بعدما جذبها صوت الإمام العذب في صلاة التراويح داخل أحد المساجد الصغيرة بقريتها في محافظة الشرقية، حاولت رحاب سمير، التي لم تتجاوز العشرين من عمرها، تنظيم الصفوف بشكل يومى، وتوعية السيدات بعدم اصطحاب أطفالهن للاستماع إلى خطبة الإمام، لكن دون جدوى. تخصيص مسجد للسيدات فقط ظل حلماً طالما راود رحاب الفتاة الريفية ورفيقاتها، فالستارة التي تفصل بين الرجال والسيدات تشكل تمييزاً بين الرجل والمرأة، رغم أن الله لم يميز بينهما على حد قولها، فهى تريد أن تتولى فيه شؤون المسجد والتحدث عن مشاكل وخصوصيات المرأة بحرية، دون رقابة عليهن.
في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، تم الانتهاء من تشييد أول مسجد للنساء فقط، وهو الأول من نوعه في الولايات المتحدة الأمريكية، وحضرت 100 سيدة في صلاة الجمعة الأولى للمسجد، دخلن من البوابة الرئيسية، وليس من باب جانبى مثل كل مسجد في الولاية، بل رفعت سيدة الأذان، وألقت أخرى خطبة الجمعة.
وأشار القائمون على المشروع إلى أن المسجد حصر للنساء والأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً، بينما لا يُسمح للرجال بالمشاركة في صلاة الجمعة، وبإمكانهم المشاركة كمتطوعين والتخطيط كأعضاء لجان وأعضاء مجلس إدارة.
لا يعد مسجد النساء في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية الأول المخصص للسيدات في العالم، بل حدث ذلك في دول الصين وشيلى والهند، وأعلن المجلس النسائى الإسلامى في بريطانيا، عن خطة لبناء أول مسجد للنساء يُدار من قِبَلهن في مدينة «براد فورد» البريطانية.
رحبت منال أحمد، ربة منزل، بفكرة تخصيص مسجد للنساء فقط، وقالت: «مساجد النساء تعطى فرصة كبيرة لنقاش كل قضايا المرأة المسلمة من حقوق وواجبات، وشرح الأحاديث النبوية من المتخصصين، خاصة داخل القرى التي تشكو السيدات بها من عدم توافر أماكن لهن للصلاة داخل المسجد».
من جهته، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة #الأزهر ، إنه لا يمكن تحقيق ذلك على أرض الواقع؛ لأن المنقول عن عهد الرسول (ص) أن النساء كن يصلين في الصفوف خلف الصبيان، مستدركا: «نحن لا نخالف هذا النهج».
وأضاف «كريمة»: «أما مطالبات البعض بتخصيص مساجد للنساء فقط فهذا تمييز طائفى لا مبرر له، كما أنه ضد حقوق الإنسان»، موضحا أن المسجد في الإسلام له قيمة كبيرة، حيث يتم خلاله نشر المفاهيم الدينية الصحيحة ومواجهة الأكاذيب، ونشر صحيح الدين، دون أي تمييز بين الرجل والمرأة.
وأشارت عزة سليمان، مديرة مركز قضايا المرأة، إلى أن تخصيص مساجد لصلاة المرأة، مثلما حدث في بعض الدول الأخرى، يحتاج دراسة وإعادة نظر في حالة تزايد المطالبة بها، حيث يمكن أن تكون سلاحا ذا حدين، موضحة: «لو كانت المطالب حقيقية وناتجة عن معاناة يمكن النظر في تطبيقها، لكن من ناحية أخرى أتخوف من أن يؤدى هذا الوضع إلى ترسيخ فكرة الفصل العنصرى بين النساء والرجال، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها السلفيون ويختفى فيها دور الدولة، ففى تلك المناطق قد يتطور الأمر من الفصل في المساجد إلى الفصل في الحياة، ومنع النساء من التحرك في ساعات معينة أو ممارسات أخرى مشابهة».
وأضافت «عزة» أن المشكلة الحقيقية موجودة في الخطاب الطارد والمُعادى للنساء، مشيرة إلى أن المرأة التي تصطحب طفلها معها إلى الصلاة، تحاول بذلك الجمع بين ممارسة طقوس دينية مبهجة مرتبطة بشهر له خصوصية روحية، وبين ممارسة مسؤوليتها تجاه أسرتها في نفس الوقت، مستدركة: «الطفل نفسه مسؤولية مشتركة بين الزوج والزوجة، لكن المرأة فقط هي من يلام على بكاء الطفل في المسجد، بينما لا يتحدث أحد إلى الآباء، فنحن هنا أمام خطاب دينى ضد السيدات».
وتابعت: «نحن في حاجة إلى خطاب دينى يتبنى قيم العدالة والمواطنة ويخلقها ويواجه قيم الاستبعاد، ويحاول بناء مجتمع رحيم بالسيدات الحريصات على القيام بمسؤوليتهن الأسرية وممارستهن الدينية التي يرغبن في القيام بها، ولهذا فإن فكرة تخصيص مساجد للنساء فقط قد تكون خطوة وبداية لفتح حوار أكبر وأعم حول الرؤية الدينية لدور المرأة».

اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة



تابع موقع تحيا مصر علي