عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الغزالى حرب: نادم على ظنى بـ«الإخوان» ولست نادماً على تجربة لجنة السياسات

الغزالى حرب: نادم
الغزالى حرب: نادم على ظنى بـ«الإخوان» ولست نادماً على تجربة

أبدى الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، ندمه على تفكيره فى جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها فصيلا وطنيا قادرا على خوض تجربة ديمقراطية حقيقية، وطلب «السماح» من عمرو موسى، وقال إنه لم يدعمه بالشكل الكافى فى انتخابات الرئاسة، وأضاف فى حواره مع «المصرى اليوم» أنه أخطأ فى تقديره لشخصية السياسى محمد البرادعى، وكان يعتقد أنه يمثل دور «نهرو» لكنه اكتشف أنه يعيش فى ثوب «غاندى».. وإلى نص الحوار:
■ ما الموقف الذى تندم عليه وتعتقد أن تقديراتك فيه كانت خاطئة؟
- حصلت فى عام 79 على منحة لدراسة الدكتوراه فى إحدى الجامعات الأمريكية، مع عدد من أصدقائى ودفعتى، وبعد أن وصلتنى أوراق المنحة، وتم إعداد جميع الأمور، عدلت عنها واعتذرت لأننى لم أكن أشعر بارتياح فى أن أترك #مصر 5 سنوات فى هذا الوقت، فكثيرا ما أفكر فى هذا الأمر، وهل كان موقفى صحيحا أم لا.
■ ألا ترى أن دخولك الحزب الوطنى أمر يمكن أن تندم عليه أيضا؟
- لا أعتقد، فكنت عضواً بمجلس الشورى طيلة 15 عاماً ولم أكن عضواً بالحزب الوطنى، كنت نائباً «معينا» لكننى مستقل، ولم أدخل الحزب الوطنى إلا من بوابة أمانة السياسات، بعد طلب من جمال مبارك، ولست نادماً على الإطلاق لأنها تجربة أثرت معارفى بالحزب الوطنى وآليات العمل فى لجنة السياسات.
■ وما الذى اكتشفته أثناء وجودك بأمانة السياسات؟
- ربما كانت هذه التجربة أهم ما دفعنى للخروج من هذا الحزب، لأننى اكتشفت أن أمانة السياسات تدور فى فلك جمال مبارك ولم يكن هناك مؤسسة بالمعنى الحقيقى.
■ ما الموقف الذى تؤنب نفسك عليه؟
-معظم خطواتى تكون بحذر شديد، ولكن كان من المهم أن أراجع الفترة ما بين سقوط مبارك، وقيام ثورة 30 يونيو، حيث تعاملت فى تلك الفترة مع جميع القوى السياسية وكان بها الكثير من الثراء السياسى.
■ وما الموقف الذى اتخذته فى تلك الفترة ونادم عليه؟
- تصورت أن الإخوان من الممكن أن يكونوا قوة ديمقراطية حقيقية، أو أحد القوى الفاعلة فى المجتمع، إلا أننى اكتشفت أن هذا خطأ كبير بعد أن تولوا الحكم، وأعتقد أن هذه التجربة شاركنى فيها كثيرون عندما تخيل البعض أن الإخوان لديهم ما يمكن أن يقدموه، لكننا فوجئنا جميعاً بأن ليس لديهم أى تصور، أو استراتيجية أو سياسات أو كوادر، وظهر هذا فى أوضح صورة أُثناء أزمة اختيار وزير الثقافة فى عهد الإخوان، والتى اكتشفت من خلالها مدى إفلاسهم، فهم لا يملكون أى آليات للحكم، وكل ما يملكونه خبرة السجون، وأنا نادم على أننى تصورت أنهم يمكن أن يمثلوا بديلا حقيقيا فى نظام ديمقراطى ولا حتى طرف شرعى فاعل، فليس لديهم أى قدرة و«خيبتهم كانت كبيرة».
■ ومتى كان هذا التأييد للإخوان برغم علمنا بتأييدك لشفيق فى #الانتخابات الرئاسية؟
- نعم.. صوت فى جولة الإعادة فى #الانتخابات الرئاسية للفريق أحمد شفيق، وكنت من الداعمين له، ولم أنتخب مرسى من البداية وكنت ضد وصولهم للحكم، لكن عندما وصلوا للحكم بدأت أراجع نفسى وأنتظر ماذا سيفعلون بالكرسى بعد انتظار 85 عاماً، وأعتقد أن هذا الظن كان خاطئاً، وقد ظهروا على حقيقتهم سريعاً بأنهم مفلسون.
■ وهل كان موقف عائلتك مشابه لموقفك؟
- كانوا يشاركوننى فى الرأى أكثر منهم معترضين، وبالمناسبة، شادى الغزالى كان ضمن المجموعة التى وقفت مع محمد مرسى فى اللقاء الشهير بفندق «فيرمونت»، وأعتقد أن شادى نادم على هذا الأمر الآن، لكن وقتها كان لديه أمل أيضاً، والجميع أصيب بإحباط من الإخوان.
■ من الشخصية التى أخطأت فى تقديرها بشكل إيجابى ثم اتضح أنها عكس ذلك؟
- أحترم الدكتور محمد البرادعى كثيراً، لكننى أخطأت فى تقدير شخصيته، فقد تصورت أنه يمكن أن يلعب دور «نهرو» الذى حكم بعد الاستقلال فى الهند، لكنه تصور نفسه فى دور غاندى، بالفكر التنويرى فقط، وأعتقد أننا حملناه بما لا يطيق، وأصبت بإحباط كبير من البرادعى بعد استقالته من الوزارة، وترك #مصر بعد فض اعتصام رابعة والنهضة.
■ لو التقيت البرادعى الآن ماذا ستقول له؟
- كنت أتمنى أن تكون أكثر مبادرة وأن تكون مرشحا فى رئاسة الجمهورية، وهذا للأسف لن يحدث، فقط كان يمكن أن يحكم #مصر وهى تحتاجه بسبب ما فيها من مشكلات كبيرة فى جميع المجالات.
■ ومن كنت تنظر له بشكل سلبى ثم تحول الأمر إلى إيجابى؟
- هناك الكثيرون ممن كنت أنظر لهم بشكل سلبى ثم تحول الأمر إلى إيجابى بعد أن شاهدت ما يفعلون، وناقشت أفكارهم ومن بينهم الدكتور محمد أبوالغار، فلم أكن قريباً منه ولم أكن أعرفه جيداً، ولم يكن لدى علم باتساع أفقه السياسى، وبعد أن اقتربت منه اقتنعت بقدراته السياسية، فكنت أعتقد أن السياسة مجال بعيد عليه «ملوش فى السياسة» لأنه طبيب، ولكننى اكتشفت أن قدراته السياسية عالية جداً.
■ من الشخص الذى يمكن أن تطلب منه السماح؟
- أطلب السماح من زوجتى ميرفت حمزة وأقول لها: «سامحينى» لأنها زوجة مثالية بالمعنى المكتوب فى الكتب وبالمعنى الحرفى، فأتمنى أن تسامحنى لأننى لا أستطيع أن أكون على نفس الدرجة من العطاء والتفانى والإخلاص، فلم أجد لها عيباً قط، ومن عيوبى أنا أننى أعتبر أن إنجازى لا يتناسب مع إمكانياتى، ودائماً ما يضيع الوقت منى وأنشغل.
■ ومن تقول له «سامحنى» من السياسيين؟
- بكل صراحة: عمرو موسى.
■ لماذا؟
-عندما ترشح عمرو موسى لرئاسة الجمهورية كان يمكن أن أدعمه أفضل مما حدث، فقد انتخبته فى الجولة الأولى ووقفت بجانبه ولكن ليس بالقدر الذى يمكن فعله، لذلك أطلب منه أن يسامحنى.

اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة



تابع موقع تحيا مصر علي