قبل عملية السيوف الحديدية.. نتنياهو ألمح إلى "شرق أوسط جديد" فماذا كان يقصد؟
ADVERTISEMENT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقرير تحليلي تتناول فيه تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أثار الجدل وقتها يتحدث فيه عن بداية عهد "شرق الأوسط الجديد" وربطت الصحيفة الأمريكية هذا التصريح بالتصعيد الواقع بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس لليوم العاشر بعد أن شنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس هجوم عسكري مباغت ضد إسرائيل. إلى جانب تطرقت الصحيفة فى تقرير مطول الحديث عن تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط واتفاقات السلام التى تمت بين إسرائيل والدول العربية وتحسن العلاقات بين السعودية وإيران.
تحيا مصر
شرق أوسط جديد بدون فلسطين
وفى التقرير الذي نشرته الصحيفة تحدث عدد من المحلليين والخبراء عن تطورات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الأخيرة، وفى بداية المقال ذكرت الصحيفة، في أواخر سبتمبر صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة ببداية شرق أوسط جديد وخلال كلمته حمل خريطة بعنوان "الشرق الأوسط الجديد"، تصور قسما من المنطقة مظللا باللون الأخضر. وشمل ذلك إسرائيل بأكملها من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، دون أي ترسيم يوضح الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأخرج نتنياهو قلمه الأحمر ورسم خطاً قطرياً من دبي على طول الخليج الفارسي، مروراً بإسرائيل وباتجاه موانئ جنوب أوروبا. وأشاد بقدوم " ممر " الرخاء المفترض الذي يربط بين هذه الدول العربية وإسرائيل في قلب محور جديد للتجارة العالمية يربط آسيا بأوروبا.
لعنة إيران النووية.. ونعمة الشرق الأوسط الجديد
وقال نتنياهو: “قبل بضع سنوات، وقفت هنا مع علامة حمراء لإظهار اللعنة، اللعنة الكبرى، لعنة إيران النووية”. "ولكن اليوم، أحمل هذه العلامة لإظهار نعمة عظيمة. نعمة الشرق الأوسط الجديد بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وجيراننا الآخرين”.
وأشارت الصحيفة الأمريكية أنه رغم أن نتنياهو ربما كان فريداً في قدرته على الظهور على المسرح العالمي، فإنه لم يكن وحده في التعبيرعن هذه الرؤية لشرق أوسط "جديد". فقبل اندلاع الحرب الأسبوع الماضي بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية المتمركزة في غزة، لاحظ العديد من المحللين كيف كانت تغيرات جيوسياسية في المنطقة تتحول بشكل مطرد.
وأشارت اتفاقيات السلام التي دعمتها الولايات المتحدة والتي تم إبرامها بين إسرائيل وبين عدد من الدول العربية مؤخراً إلى رغبة سياسية في الخروج من النماذج القديمة التي حددت الوضع الراهن المحموم في الشرق الأوسط. ويشير التقارب المبدئي بين المملكة العربية السعودية وإيران إلى انخفاض التوتر بين البلدين في ظل التنافس الأكثر سخونة في المنطقة. وحقيقة أن الصين توسطت فيها جزئياً، سلطت الضوء على حقيقة أخرى: فبينما حاولت الولايات المتحدة صراحةً أن تنأى بنفسها عن الصراعات في المنطقة، كانت قوى أخرى في عالم "متعدد الأقطاب" على نحو متزايد تشق طريقها.
تحالفات جديدة لردع إيران.. وعملية طوفان الأقصي تغلق أمال نتنياهو فى تحقيق شرق أوسط جديد
في الأشهر السابقة، وضعت إدارة بايدن الكثير من بيضها الإقليمي في سلة التطبيع السعودي الإسرائيلي. لم تكن الصفقة قريبة، لكن البيت الأبيض كان مقتنعا بضخامة هذه الصفقة الاستراتيجية: إذا كانت إسرائيل تمتلك أقوى دولة في العالم العربي من الناحية الجيوسياسية إلى جانبها رسميا، بضمانات أمنية أميركية كبيرة، فإن ذلك سيمثل تحولا في الشرق الأوسط. يمكن للعلاقات الإسرائيلية الوثيقة مع السعوديين أن تخلق محور ردع ضد إيران من شأنه أن يسمح لواشنطن بالتركيز بشكل أفضل على منافستها مع الصين وروسيا
إن أمل نتنياهو الواضح في إمكانية تهميش الفلسطينيين في لوحة إقليمية أوسع يبدو أكثر سذاجة من أي وقت مضى، خاصة وأن جيران إسرائيل يرون في تصاعد العنف دليلاً على السبب الجذري – وهو غياب عملية تمنح الفلسطينيين دولتهم الخاصة أو حقوقهم السياسية المتساوية. . وخلص مراد يسيلتاش في صحيفة ديلي صباح التركية الموالية للحكومة إلى أن "أحداث 7 أكتوبر قد تغلق الباب مؤقتًا أمام الشرق الأوسط الجديد، وقد يعتمد إعادة فتحه على المسار الذي تختاره إسرائيل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية".
وأشارت صحيفة “واشنطن بوست” أنه يتم الآن سحب الولايات المتحدة مرة أخرى إلى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه رغم من أنه من غير الواضح ما الذي كانت تعرفه إيران – الراعي الدولي الرئيسي لحماس – عن التفاصيل المحيطة بهجوم 7 أكتوبر إلا أن التوترات مع طهران تتصاعد مرة أخرى. إن احتمال دخول حزب الله، وكيل إيران في لبنان، إلى المعركة بشكل كامل يبدو أكثر ترجيحاً يوماً بعد يوم.
أوضحت مجلة الإيكونوميست الشهر الماضي أن "الفائزين الجدد في الشرق الأوسط يجسدون عقلية الصفقات التي قد تجعلهم أكثر ثراءً" . "إن الخاسرين فيها هم بمثابة تذكير بأنه في عالم به عدد أقل من القواعد والمبادئ، لن يأتي أحد للإنقاذ".
عملية طوفان الأقصى تهز عرش نتنياهو
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرق الأوسط الجديد قد يكون مكاناً لا يرحم. تظهر استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي أن الأغلبية تلقي باللوم على حكومته لفشلها في حماية الإسرائيليين من" اليوم الأكثر دموية في تاريخ دولتهم". وقد يكون من الصعب إحياء مسيرته السياسية بمجرد توقف هذه الجولة من الأعمال العدائية.
قال سولون سولومون، المحامي السابق في الكنيست وأستاذ القانون الدولي في جامعة برونيل في لندن، لزملائي : “من شبه المؤكد أنه بمجرد انتهاء العملية البرية، بعد بضعة أشهر، سيتوقف رئيس الوزراء نتنياهو عن العمل كرئيس لوزراء".