عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

بالصور.. تعرف علي تفاصيل مغامرة "صدام" للعيش تحت الماء 150 ساعة

تحيا مصر

في التاسعة و52 دقيقة من صباح أمس، بدأ الغواص صدام كيلاني آخر استعداداته التدريبية، بالنزول في أعماق مياه البحر الأحمر، بالتحديد في منطقة «لايت هاوس» بدهب، بهدف التواجد تحت سطح المياه لمدة 5 أيام، أي قضاء 120 ساعة، قبل أن يخوض مغامرة الغوص لمدة 150 ساعة، وكسر الرقم القياسي المسجل باسم التركي، كيم كارباكي، البالغ 142 ساعة، وتسجيله من قِبَل موسوعة جينيس.

بدأ «صدام» استعداداته للإقدام على تلك التجارب منذ عامين، حينما تدرب لمدة 8 أشهر متواصلة على كيفية المعيشة تحت سطح الماء، وهو ما ساعده فيه الثنائي محمد مدني وبكر مدني، اللذان توليا تنظيم حدث الغوص لـ120 ساعة الجارية الآن، وكشفا الثنائي كواليس تنفيذ تلك التجربة، وما يتطلعان إليه في الفترة المقبلة.

«دي المحاولة التجريبية الرابعة لكسر الرقم القياسي»، بهذه الكلمات افتتح بكر مدني حديثه، مشيرًا إلى أن «صدام» سبق أن غاص لمدة 30 ساعة متواصلة، ثم 53 ساعة، وآخر محاولة وصل فيها إلى 67 ساعة في أكتوبر الماضي.

حاول «بكر» استقطاب «صدام» للغوص في منطقة دهب سابقًا، خاصة أنها تتمتع بمكانة طيبة في ذلك المجال، فيها حقق الغواص أحمد جبر أعمق مسافة غطس، وصلت إلى 323 مترا ونصف المتر.

بالفعل توجه «صدام» إلى دهب لإجراء محاولات تدريبية قبل كسر الرقم العالمي، واتفق مع الثنائي بكر ومحمد مدني لإتمام الإجراءات، ويقول الأخير بخصوص الفعالية الجارية الآن: «إحنا معانا 4 مراكز غطس، وفريق العمل مكون من 35 : 40 واحد، منهم 30 غواص و10 للدعم من السطح».

كما أشار «محمد» إلى أن الدكتور عادل طاهر، مدير مركز حماية وتأمين سياحة الغطس، يشرف على الفعالية، ويتابع الحالة الصحية لـ«صدام».

مسافة متوسط العمق الذي يغوص فيه الآن «صدام» هي 6 أمتار، حسبما ذكره «محمد»، ولقضاء الـ5 أيام تحت سطح الماء لابد من وجود إعدادات، منها أجهزة التنفس وسرير للنوم والطعام والشراب الذي يحتاجه للتكيف على الأوضاع.

البداية من الطاقم المساعد، وعنه أوضح «بكر» أنه توجد 5 فرق، يضم كل منها 5 غواصين، مكلفين بمراقبة «صدام» تحت الماء لمدة ساعة ونصف بنظام الشيفتات، وبجانب المراقبة يبلغون الأطباء بحالته، حتى يتخذوا الإجراءات اللازمة في حال وجود مشكلة، كالإصابة بشد عضلي أو التعرض لمشكلة في التنفس.

بالنسبة للأطعمة يقدمها طاقم المساعدة إلى «صدام» على هيئة سوائل، ويحصل عليها عن طريق الغواصين، ولا تخرج الأصناف عن الجزر والألبان والعسل الأبيض والشيكولاتة، وهو ما يتابعه الأطباء بأنفسهم، ونفس الحال لمياه الشرب، والتي يتناولها بطريقة معينة تضمن عدم دخول الماء المالح في فمه.

أما «محمد» فأشار إلى أن «صدام» يتم تجهيزه بإجراءات معينة حتى يتمكن من إجراء عملية الإخراج، فلا مشكلة في حال التبول، والتي تتم من خلال خرطوم موصل بطريقة معينة ببدلة الغطس، على الجانب الآخر لا توجد عملية تبرّز، لأن الأطباء يمنعون جسده من ذلك عن طريق حقنة شرجية، وإمداده بعض السوائل، وهو ما يضمن له هضم كل ما يتناوله دون أن تتكون فضلات.

بالنسبة للنوم كشف «محمد» أنه يوجد سرير حديد يرتفع عن القاع بمترين اثنين ويتم ربطه عن طريق حبال وأحجار، في نفس الوقت يرتدي «صدام» حزاما من الرصاص يكفل له ثقلا للبقاء تحت سطح الماء، لكن في تلك الحالة يُغطى السرير بشبكة ويدخل الغواص تحتها، ومن ثم يخلع الحزام، حتى ينام بكامل حريته دون أن يطفو على السطح.

أوضح «محمد» كذلك أن الغواص يرتدي قناع «فُل فيس ماسك»، بحيث تضمن له التنفس من أنف خلال نومه، وأثناء جلوسه في القاع، لكن في حال تناوله الأطعمة والمشروبات يرتدي نظارته ويتنفس من فمه.

لا يوجد أي قلق في حال تلف أحد الأجهزة التي يستخدمها «صدام» تحت سطح المياه، ونوه «بكر» إلى أنه يوجد 5 قطع احتياطية من كل جهاز يستعمله.

تمكن «صدام» من التواصل مع مسؤولي موسوعة جينيس من خلال مراسلتهم بالإيميلات، وكانت المرة الأولى بعد أن غطس لمدة 53 ساعة، لكنهم لم يردوا عليه، إلا أن الوضع اختلف بعد أن أبلغهم بأنه غطس لمدة 67 ساعة، ليوافقوا فيما بعد بمتابعة محاولته المرتقبة، والتي يستهدف منها كسر الرقم العالمي بـ150 ساعة حسب قول «بكر».

للأسف يصعب على «صدام» أن يبقى في المياه لـ150 ساعة متواصلة حاليًا، وذلك لعدم وجود رعاة حسبما أكده الثنائي «مدني»، ما أثر بطبيعة الحال على استقدام أقوى أجهزة الغطس، التي تكفل له البقاء لمدة أطول.

يقول «بكر» إن الغواص التركي احتوت بدلته الخاصة على بطاريات، تكفل له تدفئة جسده من البرودة، كما أن الطاقم المعاون له تكفل بتسخين المياه من أعلى، في حين روى «محمد» أنهم وفروا له شاشة لمشاهدة مختلف الأفلام وتسليته وهو تحت سطح الماء، كما أن القناع الذي يرتديه مزود بجهاز لاسلكي، حتى يتواصل مع زملائه عن طريق التحدث، بدلاً من الإشارة.

قلة الدعم أثرت كذلك على إمكانية استضافة لجنة موسوعة جينيس لمراقبة الحدث، وهنا أوضح «محمد» أن تكلفة إقامتهم تكلفهم 4 آلاف ونصف جنيه إسترليني، وهو مبلغ لا يملكه أحد.

تلك الظروف أجبرتهم على إجراء «صدام» لمحاولة تجريبية، يهدف منها للبقاء لمدة 120 ساعة تحت سطح الماء، لتكون الفرصة الأخيرة لاستقطاب الرعاة، ولضمان أن هذا الشخص يستطيع البقاء لمدة 150 ساعة كما هو المطلوب، وبالتالي مساعدة الرعاة لهم في استقدام مسؤولي موسوعة جينيس، والتكفل بمصروفات المعدات المتطورة حسب رواية «بكر».

العمل تطوعي، هدفه إعادة السياحة إلى سيناء في المقام الأول، هكذا تحدث «محمد» عن تنظيمه للفعالية، منوهًا بأن الوضع أصبح سيئًا في السنوات الأخيرة، فيتم استيراد معدات الغطس بالجنيه الإسترليني دون أي دخل مادي مجزي، لكن هذه المناسبة كفيلة بإعادة دهب إلى الصورة العالمية مجددًا.

عن اختيار يوم 18 سبتمبر لبدء الغطس، أوضح «محمد» أنه يوافق عيد ميلاد «صدام» الـ29، وذلك بهدف تقديم الدعم النفسي له، كما أنه هو الوقت المناسب له على الناحية الجسمانية، ففيه تكون المياه دافئة إلى حد ما، على أن يعود إلى السطح مجددًا في التاسعة و52 دقيقة صباح السبت المقبل.

تابع موقع تحيا مصر علي