عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

لا تصالح

تحيا مصر

الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الشخصية الأكثر جدلا بعد 30 يونيو 2013 ليس في مصر فقط بل في العالم , فهو مندوب القوات المسلحة المصرية في مؤسسة الرئاسة الذي إستطاع أن يوقف أحلام الغزو الجديده بقيادة الأمريكان , وتحت راية الخلافة العثمانية بأيادي مصرية وهي جماعة الاخوان , وبتمويل عربي عبر البنك القطري .

الحقيقة أن الرئيس السيسي لم يكن خياراً شعبياً بنسبة مائة في المائة، فقد وصل الرجل للسلطة عبر إنتخابات ديمقراطية شاركه فيها منافسه الناصري السيد حمدين صباحي , وهنا يجب أن نتحدث عن النظرية التي كانت سببا في نجاح السيسي بنسبة 97 % وهي نظرية المبررات – السيسي جاء من خلال عدة مبررات تم تسييدها عبر خطاب إعلامي من خلال إعلام رجال الاعمال وهي أنه نسخة أخري للزعيم جمال عبد الناصر فهو ( قاهر الاخوان ) , وهو يطرح خطابا يحث علي التضامن العربي , وهو من تحدي في بداية حكمه إرادة البيت الأبيض , وفي الواقع هذا قد يكون قد حدث بنسب متفاوتة تتناسب مع حجم الرجل وقدراته – ولكن هناك فارقا كبير بين ناصر الذي أعاد بناء القوات المسلحة و السيسي وهو مفوض القوات المسلحة فالأول كان لديه حلم هو في الاساس كان حلم يراود أمة بأسرها , والثاني يؤدي دور , فهناك فارق بين صاروخ عابر للقارات لديه مشروع وحلم ورؤية وهدف ، وبين السلحفاة الزاحفة المتمثلة في نظام السيسي فهي دائما تتحدث عن هدف لا يراه أحد وتحكي عن مصر الجديدة بدون رؤية واضحة وإنحيازات ,وعزائها أن الطريق طويل , ويجب ان ينتظر الجميع حتي تصل السلحفاة الي هدفها .

المبررات أيضا كانت في مسألة القدرة , وهي التي روج لها أنصار السيسي تحت شعار ( نعمين) - نعم للدستور الذي يسعي السيسي الأن لتغييره , ونعم للسيسي نفسه لأنه يمتلك القدرة حيث أنه مرشح الدولة وهذا يعني أن المؤسسات ستعمل معه علي عكس أي مرشح أخر قد يمتلك مشروع , ولكنه لا يستطيع إقناع المؤسسات بالعمل معه , وفي الحقيقة هذا كان بمثابة طعن في وطنية مؤسسات الدولة نفسها حيث أنها سترفض تنفيذ وتطبيق أي برامج أو مشاريع وطنية بسبب الشخصنة , وهذا يعني ان المصريين اذا أرادوا حكم وطنهم بشكل ديمقراطي يجب أن يهدموا كافة مؤسسات الدولة أولا حتي ننشئ مؤسسات أخري ولائها للوطن وليس لأفرادها تستطيع أن تعمل مع أي مصري وطني !

في 27 سبتمر 2015 جاء خطاب الرئيس السيسي في الأمم المتحدة ليبدو صادما خاصة بعد تصريحه الأخير حيث قال: " يجب توسيع معاهدة السلام مع إسرائيل لتشمل المزيد من الدول العربية " .

وهنا يجب أن تنتظر مصر سيل من المبررات التي ستنفجر في كل قنوات التلفزيون المملوكة لرجال الأعمال الذين يسعون لإسترضاء النظام الجديد من خلال الطبطة والتطبيل , وتنفيذ خطة التبرير بشكل حرفي ومهني .

السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أتحدث إليك باسم أغلبية شباب حملة تمرد الشرفاء المخلصين الذين ناضلوا من أجل منح الشرعية لثورة 30 يونيو ضد جماعة الاخوان الامريكية تحت قيادة الشعب المصري , ولكنهم لم يكونوا ضمن الأقلية المنتفعة التي شاركت في عملية الزفة السياسية لنظام سيادتكم الذي لم يتشكل بعد - أعتقد أنني اعبر عن كل شاب مصري صادق يؤمن بشرعية الرئيس السيسي الذي جاء عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة تمت تحت اشراف دولي , ولكنه ليس لديه استعداد أن يكون ضمن الصفاقة التي تزين أي حفلة سياسية للنظام , أتحدث باسم جماهير الشعب المصري أشرف الناس اجمعين التي تؤمن بأن الكرامة والاستقلال والعزة أهم من لقمة العيش .

سيدي الرئيس إن جماعة الاخوان شر يجب أن تتخلص منه أوطاننا العربية فلا تصالح ... سيدي الرئيس إن أمريكا هي الشيطان الأكبر وهي من احتلت الارض العربية في العراق ووضعت وحاكت المؤامرات ضد أوطاننا , وهي من أرسلت شركات حراسة عالمية ( بلاك ووتر ) لكي تقوم بتعذيب العرب والمسلمين , وصار انتهاك أعراضنا علي شاشات التلفزيون العالمية ! فلا تصافح !
لاتصافح ولا تصالح .. سيدي الرئيس إن اسرائيل هي العدو الأول لمصر وأمتها العربية فهي من قتلت أطفالنا في مدرسة بحر البقر , وهي من قتلت أبناء قواتنا المسلحة في سلسة من الحروب , وهي من تمتلك حلم الدولة اليهودية الكبري وجزء من هذه الدولة المزعومة هي أرض سيناء .. فلا تصالح .

السيد الرئيس لا تصالح حتي ولو توجوك بتاج الامارة .. لا تصالح ولو منحوك الذهب .. لا تصالح علي الدم حتي بدم .. لا تصالح ولو قيل رأس برأس .. أكل الرؤس سواء ؟

أقلب الغريب كقلب أخيك ؟ ... أعيناه عين أخيك ؟
أيتساوي يد سيفها كان لك بيد سيفها أثكلك؟
سيدي الرئيس كيف تخطو علي جثة ابن أبيك ؟
كيف تنظر في يد من صافحوك فلا تبصر الدم في كل كف؟
لا تصالح يا سيادة الرئيس ولو توجوك بتاج الامارة .

إن معاهدة لندن 1840 , ومشروع سايكس بيكو , ومبادرة روجرز التي عرضت علي عبد الناصر ورفضها , ومشروع كامب ديفيد .. كل هذا عبارة عن مشاريع استعمارية بشكل دبلوماسي , وهي أشد من الاستعمار العسكري . فالمستعمر يستطيع أن يسيطر علي الاقتصاد , والثقافة , والقرار السياسي , من خلال المعاهدة , ولكن في حالة الاحتلال العسكري يكون ظاهرا للشعب أن هناك عدو يجب أن نتخلص منه !

لقد كان شباب مصر ينتظر من الرئيس الجديد أن يتخذ مواقف حادة من أجل نصرة الاقصي في الأمم المتحدة أو أنه يسعي لتوضيح حقيقة الصراع العربي الصهيوني , ولكنه كان تعبيرا وامتداداً لسياسة أنظمة ثار عليها الشعب – عفوا فموقف سيادتكم قد يعبر عن الدولة المصرية , ولكن المصريين لن يعبر عنهم إلا أبنائهم المخلصين الشرفاء من شباب مصر الذين لن يساوموا علي مبادئهم , ويؤمنون أن الموت من أجل القضية شرف أكبر من الحياة في ذل المحتل الأجنبي أو المستغل المصري .
تابع موقع تحيا مصر علي